- يقولُ بعض الحُكَماءِ أنّكَ إذا ضللتَ الطريق في الصحراء، فلا تستسلم لليأسِ والقنوط، لأنّك إنْ فعلتَ ذلكَ فلقد قضيتَ علي نفسِكَ بالهلاك، وإنّما واصل السير في خطٍ مستقيم، فإن لَم تَصِل إلي الغاية المنشودة، فلسوْف تَصِل علي الأقل إلي نُقطةٍ أفضل مِنْ تلكَ التي توقّفْت عندها حينَ اكتشفْتَ أنّكَ قد ضللتَ الطريق! وهكذا الحال مع الإنسان في كُلّ ظروفِ الحياةِ، إنْ توقّف وسلّمَ بالعجزِ واليأسِ لَمْ يبلُغ الغاية، وإنْ واصَلَ السيْرَ برَغْمِ المشقّة بَلَغَ واحَتَهُ المرجوّة ولو بعْد حين، وإذا استهوَلَ الطريق شَكّ في قُدرَتِهِ علي قطْعِه واستسلَمَ للقنوطِ ونكَصَ عن مواصلةِ المشوار. لهذا فمِنَ الأفضل دائمًا أنْ نُواصِلَ السّيْرَ علي الدربِ المؤدّي إلي أهدافِنا في الحياةِ مهما عانيْنا مِنْ أشواكِ الطّريق وعَثراتِه وصخورِه، وأنْ نؤمن دائمًا بأنّ عنايةَ اللهِ ترعانا وسوف تهدينا إلي غايتنا ذاتَ يومٍ جزاءًا وفاقًا لصبرِنا وكفاحنا الشّريف، وسعينا لتحقيق غايات .نبيلة في الحياة كما أنّ واجبنا ألّا نُرَكّز أنظارَنا علي نهايةِ الدّربِ فنراها بعيدة عنّا بُعدَ الأرضِ عن السماء، ويدفَعُنا...
أسيرُ في دربي أبحثُ عن ذاتي، فتأخذني الحياة في رحلة تحمل بين طياتها مزيج من الأفكار والمشاعر المتضاربة، بين الحزن والفرح والدهشة والألم والرحمة والمواساة والحنين.. وفي دربِ الحياة أحملُ قلبي وألتمس له الزادَ بين رحمةٍ دانية ولُطفٍ سابغ، ونور مشكاةٍ تضيءُ عتمتَهُ حين تنطفيء كل شمعةٍ ولا يبقى إلا نور السماء..