أَرْجُوكَ اسْمعْ مَا لا أقُولُهُ لا تَنْخَدِعْ بِي لا تَنخَدِعْ بالوَجهِ الذي تَرَاهُ فَأنا أضَعُ قِنَاعًا؛ بل ألفَ قِناعٍ وكُلُّها أقنِعةٌ أخَافُ أنْ أنزِعَهَا عنِّي ولَيسَ مِنهَا مَن هُوَ أنَا! . الادِّعَاءُ فنٌ .. أصْبَحَ طَبِيعةً ثَانِيةً لِي لا تَنْخَدِعْ بِي حُبًا باللّهِ لا تَنخَدِع بِي فَأنَا أُعْطِيكَ انطِباعًا بأنِّني أشْعُرُ بِالأمَانِ وبِأنَّ كُلَّ شَيءٍ في الدَّاخلِ والخَارِجِ هَادِيءٌ ومُشرِقٌ وبِأنَّ الثِقةَ اسمِي والهُدُوءَ لُغَتِي وبِأنَّ المِياهَ تَسيرُ فِي مَجارِيهَا وأنَا أتَحَكَّمُ بِكلِّ شَيء وبِأنِّي لا أَحتَاجُ أحَدًا وَلكِن لا تُصَدِّقْنِي ! .. قَد يَبدو وَجْهِيَ هَادِئًا ؛ وَلكنَّ وَجهِيَ هُو قِنَاعِي .. مُتَغيِّرٌ دَائِمًا، مُقَنَّعٌ دَائمًا، تَحتَه لا رِضَا تَحتَه تَقبَعُ الحِيرةُ والخَوفُ والوِحْدَة وأنَا أُخْفِي هَذا كُلَّهُ .. وَلا أُريدُ أنْ يَعلَمَ أحَدٌ بهِ . أُصَابُ بِالذُّعْرِ لِمُجرَّدِ التَّفكيرِِ فِي ضَعفِي وَأخْشَي انْفِضَاحَ حَقِيقَتِي لِهَذا السَّببِ .. صَنَعْتُ قِناعًا لِاَختَبيءَ وَرَاءَهُ وَاجِهَةً مُمَّوَهةً لا مُبَالِية، تُسَاعِدُني حَتَّي...
أسيرُ في دربي أبحثُ عن ذاتي، فتأخذني الحياة في رحلة تحمل بين طياتها مزيج من الأفكار والمشاعر المتضاربة، بين الحزن والفرح والدهشة والألم والرحمة والمواساة والحنين.. وفي دربِ الحياة أحملُ قلبي وألتمس له الزادَ بين رحمةٍ دانية ولُطفٍ سابغ، ونور مشكاةٍ تضيءُ عتمتَهُ حين تنطفيء كل شمعةٍ ولا يبقى إلا نور السماء..