التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أرجوك اسمع مالا أقوله - قصيدة لـ Charles C. finn

أَرْجُوكَ اسْمعْ مَا لا أقُولُهُ
لا تَنْخَدِعْ بِي
لا تَنخَدِعْ بالوَجهِ الذي تَرَاهُ
فَأنا أضَعُ قِنَاعًا؛ بل ألفَ قِناعٍ
وكُلُّها أقنِعةٌ أخَافُ أنْ أنزِعَهَا عنِّي
ولَيسَ مِنهَا مَن هُوَ أنَا!

.

الادِّعَاءُ فنٌ .. أصْبَحَ طَبِيعةً ثَانِيةً لِي
لا تَنْخَدِعْ بِي
حُبًا باللّهِ لا تَنخَدِع بِي
فَأنَا أُعْطِيكَ انطِباعًا بأنِّني أشْعُرُ بِالأمَانِ
وبِأنَّ كُلَّ شَيءٍ في الدَّاخلِ والخَارِجِ هَادِيءٌ ومُشرِقٌ
وبِأنَّ الثِقةَ اسمِي والهُدُوءَ لُغَتِي
وبِأنَّ المِياهَ تَسيرُ فِي مَجارِيهَا
وأنَا أتَحَكَّمُ بِكلِّ شَيء
وبِأنِّي لا أَحتَاجُ أحَدًا
وَلكِن لا تُصَدِّقْنِي !

..

قَد يَبدو وَجْهِيَ هَادِئًا ؛ وَلكنَّ وَجهِيَ هُو قِنَاعِي ..
مُتَغيِّرٌ دَائِمًا، مُقَنَّعٌ دَائمًا، تَحتَه لا رِضَا
تَحتَه تَقبَعُ الحِيرةُ والخَوفُ والوِحْدَة
وأنَا أُخْفِي هَذا كُلَّهُ .. وَلا أُريدُ أنْ يَعلَمَ أحَدٌ بهِ

.

أُصَابُ بِالذُّعْرِ لِمُجرَّدِ التَّفكيرِِ فِي ضَعفِي وَأخْشَي انْفِضَاحَ حَقِيقَتِي
لِهَذا السَّببِ .. صَنَعْتُ قِناعًا لِاَختَبيءَ وَرَاءَهُ
وَاجِهَةً مُمَّوَهةً لا مُبَالِية، تُسَاعِدُني حَتَّي أَدَّعِي
تساعدُني عن الاحتجابِ عن النظرةِ التي تعلمُ حَقِيقَتي

..

تِلكَ النظرةُ هِي خَلاصِي وَأمَلِيَ الوَحِيدُ
وأنا اعلَمُ ذَلك
شَرطَ أنْ يتَّبِعَها تقبُّلُ الآخرَ لحَقِيقتي
شَرطَ أن يتَّبِعَها الحُبُ
وَهِي وَحدَها التي تُحَرِّرُنِي من ذَاتِي
من جُدرانِ السِّجنِ الذي بَنَيتُهُ بِنَفسي
من حَواجِزَ نَصَبتُها بِجُهدِي

.

إنَّها الشَيءُ الوَحيدُ الذي يُؤكِّدُ لي مَا لا أستَطِيعُ أن أُؤَكدَه لِنفسِي ..
أنَّ لي قِيمَةً مَا
ولكِنَّنِي لا أُخبِرُكَ بِهَذا
لا أتَجَرأُ؛ فَأنَا أخَاف
أخَافُ ألَّا تتَقبلَني بعدَ تِلك النَّظرة
أخَافُ ألا تُحبَّنيَ بعد تِلك النظرة
أخَافُ أن تَحْتقِرَنِي
أخَافُ أن تضْحَك
ضِحكَتُكَ ستَقْتُلَنِي !

.

أخْشَي أنْ أكُونَ نَكِرةً فِي أعمَاقي
ألَّا أكُونَ صَالِحًا
فَتَرانِي أنتَ علَي حَقِيقَتي وتَنْبُذَني
لِذا ! ألعَبُ لعبَتي .. لعبَةَ الادِّعَاءِ اليَائِس
فأبدُو لَكَ وَاثِقًا بِنَفسِي .. وأنا فِي الدَاخِلِ طِفلٌ مُرتَعِش
فيَبدأُ عَرضُ الأقنعةِ المُتَألقةِ الفَارِغَة
وتُصبِحُ حَياتِي وَاجِهَةً
وأُثَرثِرُ مَعكَ بِكلِمَاتي حِوَارًا سَطحِيًّا
وأخبِرُكَ كُلَّ شَيءٍ وَهو لا شَيء
وَلا أُخبِرُك شَيئًا عَمَّا هُو كُلُ شَيء
عَمَّا يَبْكِي في داخِلي

.

رَجَاءًا .. عندَما أُكَرِرُ هَذهِ التَصَرفاتِ أمَامَكَ لا يَخدَعنَّك مَا أقُول
رجَاءًا .. اِصْغِ جَيداً واِسمَع مَا لا أقُولُه
مَا أتمنَّي لو أنني أستطِيعُ قَولَه
ما أحتاجُ أن أقُولَه لِأبقَي حَيًّا .. لكنِّي لا أقدِرُ أن أقولَهُ
لا أُحبُ أن أَختَبِيء
لا أحِبُّ أن ألْعبَ الألعابَ الزائِفةَ السطحِية
أريدُ أن أُقلِعَ عن هذه الألعَاب
أريدُ أن أكونَ صَادِقًا عَفَويًّا
أريدُ أن أكونَ أنا !

..

ولكِن .. عليكَ أن تُسَاعِدَني
عليكَ أن تَمُدَ يَدَك .. حتي ولو بدا لكَ بأنَّ هذا آخِرُ شَيءٍ أرِيدُه
يمكنُكَ فقط أن تَمسَحَ عن عَيني تِلك النَّظرةُ الفَارغة
كنَظرةِ الميتِ الذي مازال يتَنفسُ
يُمكِنكَ فقط أن تَستَدعِيَني مُجَددًا إلي الحَياةِ

..

وفِي كلِّ مرةٍ تكُونُ معي لطيفًا ورقِيقًا ومُشَجِّعا
في كل مرةٍ تُحاولُ فيها أن تتَفَهَّمَني لِأنكَ تَهتَمُ لأَمري
يَنبُتُ لقلبيَ أجنِحةً
أجنحةً صغيرةً جدًا، ضعيفةً جدًا، ولكنها أجنحةٌ
بقُدرتِك علي تَحريكِ مَشَاعِري بِلمسَةٍ منكَ
بأن تَنفُخَ الحياةَ فِيّ
أريدُك أن تَعلمَ ذلك
أريدُك أن تعلمَ أهَمِّيتَكَ عِندي
أريدك أن تعلم أنه ُيمكنك أن تَجعلَني أُولَدُ من جَديد
إذا اخترَتَ أنتَ ذلِك
فأنت وَحدَك القادِرُ علي تَدميرِ الجِدارِ الذي خَلفَه أرتَجِف
وحدَك القادرُ علي إزالةِ القِناعِ عن وَجهي
وحدَك القادرُ علي تَحريري من عَاَلمِ ظَلامِ الخَوفِ والحِيرةِ ومن سِجنيَ المُقْفِر
إذا اخترتَ ذلك
رجاءً اختَر ذلك لا تتغاضَي عنِّي
اعلَمُ أنه ليسَ سَهلاً عليكَ أن تَتغاضى عنِّي !

.

جُدرانٌ صَلبةٌ قويةٌ بناها حَولي اقتِناعِي بعَدمِ جَدواي
كُلما دَنَوتَ أكثرَ مني .. كُلَّما ازدادت ضَرباتي عَشوائيةً
إنَّه أمرٌ غيرُ مَنطِقيّ
فرُغمَ ما تقُولُه الكتُبُ عن الإنسان .. أنا غَالبًا غيرُ مَنطقيّ
أصارِعُ الشيءَ الذي أنا بحَاجةٍ إليه أمَّسَ الحاجة
ولكن قد قِيل لي بأن الحُبَّ أقوي من الجُدرانِ الصلبة
وأنا في هذا أمَلي
فرَجاءًا .. اِهدِم تلكَ الجُدران
بِيدٍ ثابتة، بيدٍ رَقيقةٍ .. لأن الطِّفلَ حَساسٌ جدًا

.

مَن أنا ؟
أتَسألُني مَن أنا؟
أنا إنسانٌ تَعرِفُهُ جَيدًا
أنا؟ كُلُّ رَجلٍ تَلقاه
أنا؟ .. كُلُّ امرَأةٍ تلقاَها.

.

قصيدة : لـ تشارلز سي فين
(Charles C. Finn)

https://soundcloud.com/o_kaem/hq8xrxx2dnwm

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لم ينتهِ الحبّ..

لم ينتهِ الحبُّ، لكن صبرنا نفِدا ! وعلّةُ الحبّ من ينسى الذي وعدا.. قلنا نعودُ غدًا ما حلّ فيه فلَم نُوفِّ في الغدِ ما قلنا يكونُ غدا ؟! قلنا نعودُ وحمّلنا الهوى أملاً ، أكانَ كلُّ الذي قلناهُ محضَ سُدى ؟! اليومَ أُعلنُ أنَّ البُعدَ منتصرٌ ، على الوفاءِ، وأنّ الشوقَ قد بَرُدا ! وأنَّ للوقتِ آثارًا نلاحظُها، على الحنينِ، وأن°˖للانتظارِ مدى.. وأنَّ ما كان في العينينِ مشتعلاً ، ما عادَ لمّا أطَلنا البينَ متّقدا ! وأنَّ أكذبَ وعدٍ قد نواعدهُ ، وعدٌ يكون مداهُ : العمرَ والأبدا.. لم ينتهِ الحبُّ، حاشى الحبَّ في دمنا أن ينتهي وهو من هذي الدما عُقِدا ولا نقول سرابٌ ما مضى، أبدًا ! ولو جحدناه دمعُ العينِ ما جَحدا.. لهُ علينا شهودٌ كلّما طرقت ذكرى لهُ، زلزلت في طرقها الجسدا .. لكنَّ للروحِ حدًّا لا تجاوزهُ في الصبرِ، والبعدُ فاقَ الصبرَ والجلدا ! اللهُ يشهدُ أنّي ما ارتضيت لنا جراحنا والأسى والحزنَ والكمدَا ولا رضيتُ لماضينا وقصتنا ، هذي النهايةَ، والأوجاعَ والنكدَا ولا انتهى الحبُّ في قلبي، وما فُقِدت مشاعري، لكنِ الصبرُ الذي فُقِدا !! اليومُ أُخفِضُ راياتي وأُسلِمُها للوقتِ،...

مُقال مُختار : النبوغ - مصطفى لطفي المنفلوطي

- من العجز أنْ يزدري المرء نفسه فلا يقيم لها وزنًا، وأنْ ينظر إلى من هو فوقه من الناس نظرَ الحيوان الأعجم إلى الحيوان الناطق. وعندي أنَّ مَن يخطئ في تقدير قيمته مستعليًا خيرٌ مِمَّن يخطئ في تقديرها متدليًا، فإنَّ الرجل إذا صَغُرَتْ نفسُه في عين نفسه يأبى لها مِنْ أحواله وأطواره إلا ما يشاكل منزلتها عنده، فتراه صغيرًا في علمه، صغيرًا في أدبه، صغيرًا في مروءته وهمته، صغيرًا في ميوله وأهوائه، صغيرًا في جميع شئونه وأعماله، فإن عَظُمَتْ نفسه عظم في جانبها كلُّ ما كان صغيرًا في جانب النفس الصغيرة. ولقد سأل أحد الأئمة العظماء ولده، وكان نجيبًا: «أيَّ غايةٍ تطلب في حياتك يا بُنَيَّ؟ وأيَّ رجلٍ من عظماء الرجال تحب أن تكون؟» فأجابه: «أحب أن أكون مثلك.» فقال: «ويحك يا بنيَّ، لقد صغرت نفسك، وسَقَطَتْ هِمَّتُكَ، فلتبكِ على عقلك البواكي! لقد قدَّرتُ لنفسي يا بنيَّ في مبدأ نشأتي أن أكون كعليِّ بن أبي طالب، فما زلت أجِدُّ وأكدح حتى بلغت المنزلة التي تراها، وبيني وبين عليٍّ ما تعلمُ من الشأو البعيد والمدى المستحيل، فهل يسرُّك — وقد طلبتَ منزلتي — أن يكون ما بينك وبيني من المدى مثل ما بيني وبين عل...

ملخص محاضرة: القراءة والمعرفة في زمن شبكات التواصل - للأستاذ عبد الله الوهيبي

عنوان المحاضرة: القراءة والمعرفة في زمن شبكات التواصل. المُحاضِر فيها: أ. عبد الله الوهيبي. مدّة المحاضرة:  1:15:48 -أهم عناصر المحاضرة: 1- ملامح المرحلة الجديدة في التواصل الإلكتروني (شبكات التواصل الاجتماعي). 2- آثار شبكات التواصل الإجتماعي: (اجتماعية - نفسية - اقتصادية - أخلاقية وقانونية - سياسية - علمية ومعرفية). 3- أفكار عملية للقراءة واستثمار شبكات التواصل. من ملامح المرحلة الجديدة: أرقام سريعة لشبكات التواصل: عدد المستخدمين النشطين 3 مليار و400 مليون نقريبًا موزّعين على الفيسبوك والواتساب وتويتر وإنستاجرام واللاين. إحصائية استخدام الشبكات في السعودية: 14% = أقل من ساعتين. 24% = بين 2 و4 ساعات. 13% = بين 4 إلى 8 ساعات. 5% = أكثر من 8 ساعات. 42%= متصل دائمًا. - في أكثر من7 منصّات لشبكات التواصل الاجتماعي يتفوّق الحضور النسائي بنسبة جيدة على الرجال [ سناب شات، إنستاجرام ، واتس آب، تويتر، فيس بوك ] آثار شبكات التواصل: 1- آثار اجتماعيّة 2- نفسيّة 3- اقتصاديّة 4- قانونية و أخلاقية 5- علميّة ومعرفية 6- سياسية 7- صحيّة 8- تربوية. - الآثار الاجتماعية:   1- ض...