لم ينتهِ الحبُّ،
لكن صبرنا نفِدا !
وعلّةُ الحبّ من ينسى الذي وعدا..
قلنا نعودُ غدًا
ما حلّ فيه فلَم
نُوفِّ في الغدِ ما قلنا يكونُ غدا ؟!
قلنا نعودُ وحمّلنا الهوى أملاً ،
أكانَ كلُّ الذي قلناهُ محضَ سُدى ؟!
اليومَ أُعلنُ أنَّ البُعدَ منتصرٌ ،
على الوفاءِ، وأنّ الشوقَ قد بَرُدا !
وأنَّ للوقتِ آثارًا نلاحظُها،
على الحنينِ، وأن°˖للانتظارِ مدى..
وأنَّ ما كان في العينينِ مشتعلاً ،
ما عادَ لمّا أطَلنا البينَ متّقدا !
وأنَّ أكذبَ وعدٍ قد نواعدهُ ،
وعدٌ يكون مداهُ : العمرَ والأبدا..
لم ينتهِ الحبُّ،
حاشى الحبَّ في دمنا
أن ينتهي وهو من هذي الدما عُقِدا
ولا نقول سرابٌ ما مضى، أبدًا !
ولو جحدناه دمعُ العينِ ما جَحدا..
لهُ علينا شهودٌ كلّما طرقت
ذكرى لهُ، زلزلت في طرقها الجسدا ..
لكنَّ للروحِ حدًّا لا تجاوزهُ
في الصبرِ، والبعدُ فاقَ الصبرَ والجلدا !
اللهُ يشهدُ أنّي ما ارتضيت لنا
جراحنا والأسى والحزنَ والكمدَا
ولا رضيتُ لماضينا وقصتنا ،
هذي النهايةَ، والأوجاعَ والنكدَا
ولا انتهى الحبُّ في قلبي، وما فُقِدت
مشاعري،
لكنِ الصبرُ الذي فُقِدا !!
اليومُ أُخفِضُ راياتي وأُسلِمُها
للوقتِ، يا وقتُ إنّي قد مددتُ يدا !
يا وقتُ
خلِّ لنا الذكرى كسابقِها
يا وقتُ
وابقِ على الماضي كما عُهِدا
يا وقتُ
ما عادَ فينا ما ستأخذهُ
لا شيءَ يا وقتُ إذ حاربتهُ صمَدا !
قلنا نعودُ وما عُدنا، وليس لنا
أن نوقِظَ الشوقَ فينا بعدما خمدا ..
سنتبع الدربَ علَّ الدرب يُرجِعنا
إلى البداية كي لا نلتقي، عَمَدَا !
نسيرُ في الركبِ حيث العمر يأخذنا
وينشدُ الحبُّ عنَّا، والجوابُ:صدى
- من العجز أنْ يزدري المرء نفسه فلا يقيم لها وزنًا، وأنْ ينظر إلى من هو فوقه من الناس نظرَ الحيوان الأعجم إلى الحيوان الناطق. وعندي أنَّ مَن يخطئ في تقدير قيمته مستعليًا خيرٌ مِمَّن يخطئ في تقديرها متدليًا، فإنَّ الرجل إذا صَغُرَتْ نفسُه في عين نفسه يأبى لها مِنْ أحواله وأطواره إلا ما يشاكل منزلتها عنده، فتراه صغيرًا في علمه، صغيرًا في أدبه، صغيرًا في مروءته وهمته، صغيرًا في ميوله وأهوائه، صغيرًا في جميع شئونه وأعماله، فإن عَظُمَتْ نفسه عظم في جانبها كلُّ ما كان صغيرًا في جانب النفس الصغيرة. ولقد سأل أحد الأئمة العظماء ولده، وكان نجيبًا: «أيَّ غايةٍ تطلب في حياتك يا بُنَيَّ؟ وأيَّ رجلٍ من عظماء الرجال تحب أن تكون؟» فأجابه: «أحب أن أكون مثلك.» فقال: «ويحك يا بنيَّ، لقد صغرت نفسك، وسَقَطَتْ هِمَّتُكَ، فلتبكِ على عقلك البواكي! لقد قدَّرتُ لنفسي يا بنيَّ في مبدأ نشأتي أن أكون كعليِّ بن أبي طالب، فما زلت أجِدُّ وأكدح حتى بلغت المنزلة التي تراها، وبيني وبين عليٍّ ما تعلمُ من الشأو البعيد والمدى المستحيل، فهل يسرُّك — وقد طلبتَ منزلتي — أن يكون ما بينك وبيني من المدى مثل ما بيني وبين عل...
من المؤلف ؟
ردحذفللشاعرة مريم جيلان
حذف